تقع منطقة هونزا في الطرف الشمالي لباكستان على مرتفعات جبال كشمير في الجزء الذي تحكمه . بالقرب من حدودها مع أفغانستان والصين وتغطي هونزا مساحة تقرب من 10,100 كم²، ويبلغ عدد سكانها حوالي 35 ألف نسمة. وتعد مدينة كريم أباد أكبر مدن منطقة هونزا. وهناك طريق جبلي وحيد يمر عبر الوادي .
تتكون هونزا من وادٍ طويل ضيق في سلسلة جبال كراكورام، ومعظم مواطني هونزا يعملون في زراعة المحاصيل المتنوعة مثل الشعير والعنب والبرقوق والقمح. وأهم الصناعات الرئيسية فيها إنتاج الأقمشة الصوفية والصناعات اليدوية الدقيقة.
ويتبنى سكان هذه المنطقة أساليب حياتية بسيطة٬ تتيح لهم التنعم بصحة جيدة٬ وعمر مديد يتراوح ما بين 120 الى 145 عاما ٬ وتعد واحدة من أكثر المجتمعات سعادة على وجه الأرض٬
فضًلا عن أن الأمراض لا تعرف إلى مجتمعهم سبيلا٬ فلم يظهر بينهم مصاب بأي من امراض القلب٬ أوالسرطان٬ أو السكر٬ أو البدانة٬ أو ضغط الدم٬ أو أي من الأوبئة والأمراض المزمنة التي ظهرت وتفشت في العالم في الماضي والحاضر.
كانت سابقا سابقاً إمارة يحدها الصين من الشمال الشرقي وجبال پامير من الشمال الغربي، وقد استمرت في الوجود حتى 1974، عندما حلها نهائياً ذو الفقار علي بوتو. كما جاورت الإمارة وكالة گلگت إلى الجنوب، وإمارة نگر السابقة إلى الشرق. عاصمة الإمارة كانت بلدة بلتيت (وتُعرف كذلك بإسم كريم أباد) ومستوطنتها القديمة قرية گانيش.
حياتهم
يعمّر كثير من سكان هونزا إلى أكثر من تسعين عاماً. ويعتقدون أن المياه الجبلية الغنية بالمواد المعدنية واتباع حمية متواضعة من التغذية هما سبب طول أعمارهم. ويتكون النظام الغذائي الخاص بهم بصفة رئيسية من الفواكه كالمشمش والخوخ والحبوب والمكسرات والخضراوات. ويتكلم معظم سكان هونزا لغة تسمى يوروشاسكي ولكن ليس لديهم لغة مكتوبة. ومعظم مواطني هونزا من المسلمين، كما أن العطلات الدينية الإسلامية مهمة جداً بالنسبة لهم.
متوسط أعمار الهونزا تتخطى حاجز المئة عام٬ ويتمتع نساؤها ورجالها بالخصوبة التي تمكنهم من الإنجاب حتى
عمر الثمانين والتسعين٬ ما دفع الباحثين إلىتسجيل كل الأطعمة التي يتناولها أفراد القبيلة بانتظام وكانت
كالتالي: الفاكهة الناضجة٬ والخضروات مثل البطاطس٬ والجزر٬ والخضروات الورقية الداكنة٬ اللفت٬ القرع٬
التفاح٬ العليق٬ الكرز٬ الكمثرى٬ الخوخ٬ المشمش ومن المكسرات تتناول الهونزا البندق٬ اللوز٬ ويستخدمون الزيوت المشتقة منه٬ أما البروتين فيتناوله أفراد القبيلة من خلال الألبان٬ الدجاج٬ الزبادي٬ والجبن٬ ومن الحبوب يتناولون الحنطة السوداء٬ الدخن٬ الشعير٬والقمح.
ومن بين الأسرار الأخرى التي تكمن وراء قبيلة الهونزا٬ ميلهم لتناول كميات أقل من الطعام٬ فهم لا يتناولون في اليوم سوى وجبتين فقط٬ ويمارسونالأعمال التي تتطلب مجهوًدا عضلًيا٬ إلى جانب تخصيصهم فترة للصيام تمتد لسبعة أيام خلال فصل الربيع من كل عام٬ وآخر الأسباب يتمثل في ممارستهم تمارين اليوجا بانتظام
بداياتهم
لا أحد يعرف من أول من سكن فيما يسمى الآن بهونزا. إذ تقول إحدى الأساطير إن ثلاثة جنود من جيش الإسكندر الأكبر قد استوطنوا هناك مع زوجاتهم الفارسيات وذلك منذ القرن الرابع قبل الميلاد. ولقد كانت هونزا دولة منعزلة يحكمها واحد من المير (الأمير) وقد بسطت باكستان سيطرتها على هونزا في عام 1949م تطبيقاً للمعاهدة التي أقرتها هيئة الأمم المتحدة التي أنهت الصراع بين باكستان والهند في كشمير. ولقد كان يُسمح للأمير بالتحكّم في الشؤون المحلية للبلاد حتى عام 1974م عندما سيطرت باكستان سيطرة كاملة على البلاد.
الدكتور روبرت ماكريسون٬ هو أول من كتب عن القبيلة في كتاب عنون بـ (Studies in Deficiency
٬(Disease تلاه مقالة نشرها بدورية JAMA عام ٬1961 وثق من خلالها العمر الافتراضي لقبيلة هونزا٬ ثم قام برحلة إلى الوادي الذي تعيش به القبيلة لدراسة خصائصها عن كثب٬ والأسرار وراء كونها المجتمع الأفضلصحة والأطول عمًرا على مستوى العالم٬ بحسب موقع «ذا سبريت ساينس».وتوصل ماكريسون إلى العنصر الأساسي في النظام الغذائي لقبيلة الهونزا٬ ألا وهو حبات المشمش المجففة٬ التيتشكل الجزء الأكبر من السعرات الحرارية التي تكتسبها أجسادهم٬ ولأنهم لا يصابون قط بمرض السرطان٬ عكفالعلماء على دراسة خصائص الثمار المجففة التي يعتمدون عليها في غذائهم٬ وأدرجوها ضمن برنامج علاجي
يقوم على هذه الثمار أطلقوا عليه اسم (laetrile) لمرضى السرطان٬ ورغم فاعلية البرنامج٬ أقدمت إدارةالغذاء والدواء الأميركية على حظره.
المصدر ويكيبيديا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ىبتعليقكم على مواضيع مدونة سين نرتقي ونسعد دائما...