محمد بن عبّاد .. هو ملك إشبيلية في زمن ملوك الطوائف ... كان وزيره و صديق عمره ابن عمار شاعراً حاله حال جميع أهل الزمان و مرة من المرات كانا يمشيان على ضفة النهر في مرج الفضة ، و بينما هما يمشيان .. هبت نسمات خفيفة حركت مياه النهر فالتمعت ، و كان ابن عباد و ابن عمار معتادان على أن يبدأ أحدهما شطراً من الشعر و يكمل الثاني الشطر الثاني .. فينسجان الأبيات سويةً، فحين رأى ابن عباد منظر الماء عندما تحرك قال : صنع الريح من الماء زرد ... أكمل يا ابن عمار.
....(( تابع قراءة تفاصيل هذا الخبر واتجه لاقسام اخرى غنية ومفيدة في سين المعرفة. اوقات سعيدة تقضونها فيها المتعة والفائدة على موقع سين المعرفة ))...
فسكت ابن عمار و أخذ يفكر بالشطر الثاني ، و بينما هما يمشيان كان ابن عمار يكرر الشطر .. و كان على ضفة النهر جواري يغسلن فسمعت الشطر احداهن وكانت اسمها اعتماد الرميكية و ردّت : أي درع لنحور لو جمد .
فسمعها ابن عباد و التفت و حين وقعت عيناه عليها ، أعجبه جمالها و منطقها و سرعة بديهتها و حين سألها عن اسمها اجابته : اعتماد .. فسألها : من سيدك ؟ فقالت : الرُّميك ..
فأرسل الأمير جوارٍ و نسوة يخطبنها له و يحملنها إليه زوجة ،فاشتراها واعتقها و تزوجها و كان متيماً بها فأحبها حبا شديدا حتى إذا توفي أبوه المعتضد و أصبح هو الأمير ، و كان جالساً معها مرة فقال لها : صيغي لي من اسمك اسماً .. فسمّته المعتمد .. و ذهب اسماً له و أصبح معروفاً بالمعتمد ابن عباد .
عاشت معه أجمل حياة وكان لا يرد لها طلباً ، و يوماً من الأيام كانت على نافذة جناحها ، و رأت بائعات اللبن ينادين (لبن .. لبن ) وهم يخضن في الطين ويلعبن به بأرجلهن فحنّت اعتماد لأيامها كجارية ... و رغبت في أن تلعب بالطين كما السابق ... و قالت للمعتمد : أشتهي أن أفعل فعلهن أنا وبناتي و الجواريّ .. فقال لها : كيف و أنت ملكة وقوانين القصر لا تسمح بذلك.
لكنه لم يرد أن يرد طلبها فأرسل في طلب أنواع مختلفة من الطيوب و البخور و العود و المسك و الكافور و أمر الخدمة في القصر أن يمزج كل هذا الضابط الثمين بماء الورد ليصبح على هيئة الطين برائحة الطيب والمسك والعنبر و فرشه لها في باحة القصر و نزلت اعتماد وبناتها و جواريها ... فشمّرن عن ارجلهن و أخذن يلعبن بالطين المصنع من الطيب و يتمرغن به .. و قد كلّف ذلك الخزينة أموالا طائلة لكن المعتمد لم يكن ليكسر بخاطر اعتماد .
....(( تابع قراءة تفاصيل هذا الخبر واتجه لاقسام اخرى غنية ومفيدة في سين المعرفة. اوقات سعيدة تقضونها فيها المتعة والفائدة على موقع سين المعرفة ))...
فسكت ابن عمار و أخذ يفكر بالشطر الثاني ، و بينما هما يمشيان كان ابن عمار يكرر الشطر .. و كان على ضفة النهر جواري يغسلن فسمعت الشطر احداهن وكانت اسمها اعتماد الرميكية و ردّت : أي درع لنحور لو جمد .
فسمعها ابن عباد و التفت و حين وقعت عيناه عليها ، أعجبه جمالها و منطقها و سرعة بديهتها و حين سألها عن اسمها اجابته : اعتماد .. فسألها : من سيدك ؟ فقالت : الرُّميك ..
فأرسل الأمير جوارٍ و نسوة يخطبنها له و يحملنها إليه زوجة ،فاشتراها واعتقها و تزوجها و كان متيماً بها فأحبها حبا شديدا حتى إذا توفي أبوه المعتضد و أصبح هو الأمير ، و كان جالساً معها مرة فقال لها : صيغي لي من اسمك اسماً .. فسمّته المعتمد .. و ذهب اسماً له و أصبح معروفاً بالمعتمد ابن عباد .
عاشت معه أجمل حياة وكان لا يرد لها طلباً ، و يوماً من الأيام كانت على نافذة جناحها ، و رأت بائعات اللبن ينادين (لبن .. لبن ) وهم يخضن في الطين ويلعبن به بأرجلهن فحنّت اعتماد لأيامها كجارية ... و رغبت في أن تلعب بالطين كما السابق ... و قالت للمعتمد : أشتهي أن أفعل فعلهن أنا وبناتي و الجواريّ .. فقال لها : كيف و أنت ملكة وقوانين القصر لا تسمح بذلك.
لكنه لم يرد أن يرد طلبها فأرسل في طلب أنواع مختلفة من الطيوب و البخور و العود و المسك و الكافور و أمر الخدمة في القصر أن يمزج كل هذا الضابط الثمين بماء الورد ليصبح على هيئة الطين برائحة الطيب والمسك والعنبر و فرشه لها في باحة القصر و نزلت اعتماد وبناتها و جواريها ... فشمّرن عن ارجلهن و أخذن يلعبن بالطين المصنع من الطيب و يتمرغن به .. و قد كلّف ذلك الخزينة أموالا طائلة لكن المعتمد لم يكن ليكسر بخاطر اعتماد .
ولكن هذا المجد والعز لابن عباد وزوجته اعتماد وبناتها واشبيلة لم يدم طويلا فتقلبت الاحوال وزاد الصراع بين ملوك الطوائف وعلى مبدأ " لو دامت لغيرك ما اتصلت عليك " و سقطت ممالك الطوائف وملوكها وانهار مجد وعز بني العباد ونُفيَ المعتمد إلى أغمات وذهب مأسورا هو زوجته وبناته و ذاق الذل و الهوان في هذا الاسر ووضع تحت الاقامة الجبرية بكل زل وهوان وجرد من عزه وملكه .وعادت اعتماد إلى زمانها الاول و عادت إلى عمل الجواري مثل اول ايامها و أصبحت بناتها حفاةً عراة يغزلون و يبيعون في السوق... و صار الناس يتصدقون عليهم بالمال و الطعام ...و بقيت مع المعتمد بقية حياتها في الاسر والذل ..
و في احدى المرات كانت قد متضايقة من حياتها و ذلها ... و كان جالساً معها ابن عباد فقالت له : لم أرَ منك خيراً قط فنظر المعتمد إليها و قال لها : ولا يوم الطين ؟!! ... فصمتت و نظرت إليه و بكت و اعتذرت ....
وقال ابن عباد هذه الابيات الرائعة تصف حاله وحالها وحال بناتهم في الاسر والذل والهوان.
وقال ابن عباد هذه الابيات الرائعة تصف حاله وحالها وحال بناتهم في الاسر والذل والهوان.
فيما مضى كنت بالأعياد مسروراً ..
فجاءك العيد في أغمات مأسوراً..
ترى بناتك في الأطمار جائعة ..
يغزلن للناس ما يملكن قطميرا..
يطأن في الطين والأقدام حافية ..
كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا..
لا خدّ إلا تشكى الجدب ظاهره ..
وليس إلا مع الأنفاس ممطورا..
قد كان دهرك أن تأمره ممتثلاً ..
فردك الدهر منهياً ومأمورا..
من بات بعدك في ملك يسر به ..
فإنما بات بالأحلام مغرورا...
وبعد مدة زمنية ليست طويلا ماتت اعتماد وهي في الاسر والذل .. و لشدة حب المعتمد لها ... مات كمداً عليها بعد ثلاثة أشهر ...
بتصرف
روعة
ردحذف