اخبار سين
recent

وادي الذئاب الصيني

انه وادي الذئاب ولكن ليس مسلسل وادي الذئاب التركي بل هو منطقة في الصين يعيش فيها قطيع من الذئاب وهو وادٍ يطلق عليه "وادي الذئاب البرية" في محافظة جيموساير التابعة لولاية تشانغجي بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم بشمال غربي الصين. ويعتبر المسن يانغ تشانغ شنغ البالغ 71 عاماً من عمره "صاحباً" لهذا الوادي، فقد شيد هناك سقائف لتربية أكثر من 150 ذئباً برياً، ويتعايش مع هذه الذئاب على مدار اليوم، وترضيه هذه الحياة ولم يتعب منها.
ولأول مرة اتصل يانغ مباشرة بالذئاب في عام 1998، حين زار المذكور صديقَه الراعي من قومية القازاق في بيته، ورأى ذِئْبة محبوسة في قفص حديدي، وربطت قدمها بسلسلة حديدية. وقال الصديق إن هذه الذئبة الأم أنجبت جراء من قبل، وحبسها في القفص من أجل تجنب أضرارها بالإنسان. وبعد سماعة ذلك، باتت في قلب يانغ شفقة نحو الذئبة، ففتح القفص وفك السلسلة بعد إقناع صديقه، ومن غير المتصور، جاءت الذئبة وزحفت إلى جانب يانغ تهز ذيلهابخنوع كما يفعل كلب أليف عادة. وأدهش هذا المشهد جميع الموجودين، فقال الصديق الراعي بدون تردد إن هذه الذئبة لها صلة مقدورة معك، فأهديها لك. وبعد أيام، جلب الصديق له صغيرين أنجبتهما الذئبة الأم أيضاً، ومنذ ذلك الوقت، بدأ يانغ تشانغ شنغ حياته برفقة الذئاب.
ومن المعروف أن الذئب حيوان شرس وخاصة الذئب البري. ورغم معارضة عائلته لممارسته مثل هذا العمل الخطير، لم يتبع يانغ نصائحها بالتخلي عن تربية الذئاب، بل بات يحب الذئاب أكثر فأكثر في ظل تعايشه معها باستمرار. وفي عام 2000، استأجر يانغ مساحة كبيرة من الأرض على سفح جبل ياماليق بمدية أورومتشي، واستورد من خارج شينجيانغ على التوالي أنواعاً مختلفة من الذئاب لتربيتها. وازداد عدد ذئاب يانغ باستمرار، وقبل ست سنوات، اختار يانغ الوادي الواقع بمحافظة جيموساير في ولاية تشانغجي، ثم أنشأ به "وادي الذئاب البرية"، حيث تربى في هذا الوادي إجمالي أكثر من 150 ذئباً من ثمانية أنواع، واستورد يانغ معظمها من جميع أنحاء الصين وخارجها خلال بضع عشرة سنة، وبعضها من تكاثر ذئابه أيضاً.
وقال يانغ إن الذئب يعرب عن صداقته لك من خلال اقترابه منك والتمسح بجسدك ويلعق وجهك بلسانه، وفي نظر الناس العاديين، أن هذا ضرب من الجنون، ويثير قلق الآخرين على سلامته ويتساءلون بالقول إنه "بعد كل شيء، الذئب هو الذئب، كيف تدافع عن هجوم الوحش؟" ولكن يانغ نفسه لا يقلق من ذلك، بل لايزال يتعامل مع الذئاب بصداقة وحنان.
ويأكل كل ذئب حوالي كيلوغرام واحد من اللحم إلى جانب المكملات الغذائية الأخرى كل يوم، وتتجاوز تكلفة وجبات الذئاب كل يوم أكثر من ألفي يوان، وتقترب تكلفتها كل عام من مليون يوان، حسب ما قدمه من معلومات، ناهيك عن ذلك، ينفق يانغ أيضاً على تحسين الأغذية والاستعانة بمربيين وصيانة الأقفاص وغيرها من التكاليف الأخرى. وبجانب تربية الذئاب، مارس يانغ تشانغ شنغ الخدمات اللوجستية أيضاً، وطور تجارته بشكل ناجح خلال هذه الأعوام، وجعله ذلك قادراً على مواصلة تربية الذئاب على أسس تجارية.




المصدر صحيفة الشعب الصينية
Unknown

Unknown

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ىبتعليقكم على مواضيع مدونة سين نرتقي ونسعد دائما...


.
يتم التشغيل بواسطة Blogger.